Blog Image

اختتام أعمال المؤتمر السابع للائتلاف المقام في مدينة اسطنبول

مؤتمر ائتلاف المرأة العالمي لنصرة القدس وفلسطين يختتم أعماله في مدينة اسطنبول

انطلق اليوم الثاني للمؤتمر السابع لائتلاف المرأة العالمي لنصرة القدس وفلسطين تحت شعار   "رائدات القدس يصنعن نصرها" بندوة عنوانها "واقع المرأة الفلسطينية وآليات التضامن لدعم صمودها" أثثها عدد من الباحثين والأكاديميين المختصين في القضية الفلسطينية.

وقالت المرابطة المقدسية زينة عمرو في مداخلتها بعنوان واقع المرأة المقدسية “إن الألم يعصف بالمرأة المقدسية ويزيد مع مرور الوقت، وهي تعاني من كافة النواحي، السياسية والأمنية والاقتصادية والاجتماعية. وتساءلت: كيف يمكن للمرأة المقدسية أن تتحمل مرأى هدم بيتها على يد زوجها بضغط من الاحتلال؟ مؤكدةً أن المرأة المقدسية هي الأكثر تعرضًا للضغوط، فهي التي تعد أبناءها وتحاول مع زوجها حماية بيتها، وهي تعد بيتها كاملًا لأن يكون شهداء في سبيل الله. وأعربت عمرو عن خشيتها من تسلل الضعف للشبان المقدسيين أمام ضغوط الاحتلال، أو انهيار الثقافة الشعبية المقاومة، وقالت: أهون علىّ أن استقبل ابني محمد مخضبًا بالدماء من أن أراه واقعًا في براثن العمالة.

وشددت عمرو على أن يومًا بعد يوم نتأكد أن شباب وبنات القدس يحققون النصر وثباتهم أكبر داعم لذلك، والنصر بات أقرب من أي وقت مضى. واستدركت أن المرأة رغم كل الضغوطات لكنها الأكثر صمودًا والأكثر شجاعة ونجدها صامدة ثابتة، على يقين بأن وعد الله حق. المرأة اليوم باتت تدرك اليوم أننا في مرحلة حاسمة مقبلون فيها على تحقيق نصر، وهذه المرأة لديها اليوم وعي كمل وثقافة جديدة هي ثقافة الانتصار تزرعها في نفس أبنائها.

وشددت عمرو على أن "المرأة المقدسية تعاني من حالة إذلال وضغوط يومية تمارسها قوات الاحتلال في كافة مناحي الحياة، من لحظة خروجها من المنزل حتى عودتها، وهي عودة لا تكون مضمونة، واحتمال الاعتقال أو الاستشهاد قائم في أي وقت".  مضيفة أن المرأة المقدسية تحمل روحها على كفها وهي تنتظر أهلها ومحبيها أن يأتوها فاتحين محررين إن شاء الله

بدوها قالت الأستاذة رحاب شبير مسؤولة قطاع غزة في الأمانة العامة للائتلاف المرأة العالمي، إن المعاناة التي تعصف بالمرأة الغزية هو ذاته الذي تواجهه شقيقتها في القدس، سواءً من ناحية الحصار، او الفقر وصولًا للمعارك والهجمات التي لا تتوقف على غزة.

ولفتت شبير إلى أن نسبة النساء في غزة يصل إلى النصف كما ذكرت أن 35.8% من النساء المعيلات الرئيسيات لأسرهن يشعرن بالقلق المستمر.

وعن واقع المرأة في الضفة الغربية، تحدثت الدكتورة سائدة أبو البهاء، مؤكدة أن الكثير من العوامل والأسباب الاجتماعية والاقتصادية والثقافية لعبت دورا مهما في اظهار دور المرأة في النضال الوطني والتاريخي، ولقد تأثر الواقع الاجتماعي للمرأة الفلسطينية بعاملين اساسين هما الموروث الثقافي والواقع السياسي، ولقد كان لها دور مفصلي في معظم المحطات التاريخية النضالية بدء من العام 1917 وقبله، وممن ذلك اضراب عام 1936 الذي ارتقى خلاله عشر شهيدات. كما تأثرت المرة الفلسطينية بشكل مباشر بالواقع الفلسطيني الذي نشأ سواء بعد الانتاء البريطاني او بعدها، وانتهجت إسرائيل سياسة عنصرية إزاء المرأة التي كانت هي المكون الرئيسي فيها.

وتابعت أبو البهاء كلامها مؤكدة أن تشكيل اتحاد المرأة الفلسطينية التابع لمنظمة التحرير هو أول خطوة مؤسساتية لتنظيم عمل المرأة الفلسطينية، وكان له بصمة كبيرة في العمل النسوي في الضفة والخارج.

ورأت أبو البهاء أن هناك 4 أدوار مركزية برزت فيها المرأة الفلسطينية بشكل واضح وهي كل من الدور التربوي والدور الاقتصادي حيث كانت مدبرة ومعيلة لأسرتها، كذلك الدور الوطني اذ كانت حافظة للذاكرة والهوية والتراث وأخيرا دورها النضالي حيث كانت مقاومة ومشتبكة مع المحتل.

كما قالت أبو البهاء أن الانتفاضة الأولى عام 1987 كان لها دور كبير تعزز بشكل لافت في الانتفاضة الثانية عام 2000 وسجلت في هذه الانتفاضة تغيرا نوعيًا أدى لتغيير المفهوم النمطي عن المرأة الفلسطينية والمرأة المقاومة. 

وذكرت أن هناك 31 امرأة لا زلن يقبعن في سجون الاحتلال. وتتجاوز نسبة التعليم عند الاناث نسبتها عند الذكور وهذا ليس فقط التعليم الأساسي بل الدراسات العليا مثل الماجستير حيث 60% من المرأة الفلسطينية تحمل شهادة الماجستير، أما عن الواقع العملي، شكلت نسبة البطالة 43% عند النساء و52% يقدم لها إجازة الأمومة. وعند دور المرأة في المجال الرسمي، بلغت نسبة المرأة 47% من المرأة اسهامها في المجال العالمي، لكن المرأة القيادية مثل درجة مدير كانت 14. %

واستدركت أبو البهاء بأن الاتجاهات الفكرية للمرأة كانت عبارة عن اتجاهين اليساري والعلماني قبيل ظهور الإسلامي في الثمانينات وتعززه في التسعينات، ليسيطر على دور المرأة بشكل عام، لكن أوسلو أثر في أدلجة التيارات الفكرية، ما نجم عنه انقسام سياسي وجغرافي في المحصلة وتحول إلى انقسام فكري وسياسي ما أثر على دور المرأة التي بدلا من تكون عاملًا موحدًا باتت هي الأخرى منقسمة على ذاتها واستحال دورها النضالي الى دور معزز في ملف الانقسام.

وأوصت أبو البهاء على ضرورة تعميق المضمون والمفهوم الوطني بمناهج التعليم ما يعزز من دور المرأة وتجاوز الجدل حول دور المرأة في النضال الفلسطيني، وإنجاز عمل موسوعي يؤرخ للمرأة ودورها، وضرورة تبني حوارات من النوع الوطني بين المرأة ومد الجسور بين مختلف التوجهات الفكرية وضرورة تعزيز الانفتاح على الآخر وخاصة الأحزاب السياسية.

وفي محور المرأة الفلسطينية في الشتات تحدثت الدكتورة حنان أبو حسين الباحثة الاجتماعية، أن الاحتلال خطط منذ بدايات سيطرته على الأرض على إرهاب المرأة الفلسطينية من جهة وطردها من أرضها من جهة أخرى لأن المرأة هي عمود المنزل، ومرتكزه الأساسي، وحول العائلة القائمة على قرابة الدم، إلى العائلة الممتدة على الإنسانية، وعلى مر التاريخ كان أكثر معين للمرأة هي المرأة ذاتها. وشددت على أن دور المرأة العربية المناصر للمرأة الفلسطينية أقوى من الدول بذاتها.

وأوصت أبو حسين بضرورة الحفاظ على هوية الأسرة وتماسكها، مشددة على أنه يمكن التغلب على مفهوم العائلة عن بعد إذا ما كانت الاسرة مترابطة، بحيث يمكن التواصل بشكل دوري ومستمر وبناء ونسج العلاقة بين أفراد العائلة، ما ينشئ علاقة حميمية متماسكة رغم البعد، كذلك أن يكون الجزء الأكبر من دخلي هم لأهلنا في فلسطين، وأخيرًا، الدعاء لهم في صلاتنا وقيامنا، بحيث نترابط مع الاهل في فلسطين ماديًا ومعنويًا وعاطفيًا وكذلك العمل على نشر الوعي والأمل للجيل الناشئ في الشتات.

 

بدوره قال الدكتور عبد الله معروف أستاذ التاريخ في جامعة 29 مايو في مداخلته بعنوان " اليات التضامن على الصعيد الاقليمي والقطري والدولي الشبابي" إن المرأة أكثر ما تبدع في زرعه بين أبناء الجيل هو الحب، وبالتالي حب القضية، وزرعه في نفوس أبناء الأمة، دوره منوط تمامًا بالمرأة. ودعا معروف الى تشكيل جماعات ضغط حقيقية يمكن أن تدافع عن المرأة وقيمها وحقوقها، مشيرًا إلى أن تشكيل جماعات الضغط أساسي في تحقيق الهدف، ويبدأ هذا بالنفوذ من الجماعة إلى المرأة، بحيث أبدا بالفرد قبل الوصول الى الجماعة والمرأة هي القادرة بالفعل على اختيار القيم المناسبة لأبنائها وتربيتهم.

من جانبه قال الباحث المقدسي الدكتور جمال عمرو إن القدس لكل من سكنته، وليس فقط لمن يسكنه، وشدد عمرو على أن دخولنا المسجد الأقصى والقدس بات مبكرًا بحول الله تعالى، معبرًا عن إيمانه العميق بتحقيق هذه النتيجة التي باتت قريبة على حد وصفه.

وخصصت الجلسة السابعة لمشروع الأمة فسيلة وهو منصة عرضت من خلالها عدد من المشاريع الداعمة للقضية الفلسطينية. وقد تم عرض مشاريع من دولة قطر بعنوان "قهوة النصر “ومن دولة البحيرين مشروع بعنوان "منصة فلسطين التطوعية" ومن اندونيسيا مشروع كفالة الأيتام ومن الجزائر مشروع "أكاديمية جيل الأمة" لإعداد الاطفال وانشائهم على حب فلسطين ومن فلسطين مشروع أكاديمية الشابات ومن لبنان مشروع بعنوان مسرحية حكيمان والأصدقاء في القدس ومن ماليزيا مشروع ورشة حلاقة ريعها يذهب لفلسطين ومن الهند التشجيع على حفظ القران الكريم وتكريس الشعائر الاسلامية السمحاء ومن الأردن مشروع بعنوان "جدي كنعان وموسوعة فلسطين للأطفال ومن المغرب مشروع حفل الأقصى السنوي للأطفال ومن مصر "أكاديمية ارساء" وهي منصة تعليمية.

وخصص ائتلاف المرأة العالمي لنصرة القدس وفلسطين عدد من الورشات تمحورت أساسا حول موضوع التطبيع ودور عالمات وشابات وبرلمانيات الأمة في نصرة القضية الفلسطينية.

وأكد أنس شاهين مدير عام تنسيقية مقاومة الصهيونية والتطبيع على أن رسالته حشد هذه المجتمعات من أجل تعزيز دور المرأة في مقاومة التطبيع  

رؤيتنا عمل ريادي موحد في مناهضة الصهيونية لتعزيز الصمود وتثبيت الوجود للشعب الفلسطيني وحماية الأمة من المشروع الصهيوني ولذلك نقترح مشروع "رابطة نساء ضد التطبيع" بحي تكون هذه النساء أعضاء الرابطة.

وأعلن شاهين أن عام 2022 هو عام مقاومة التطبيع وهو الهدف الذي تعمل عليه تنسيقية مقاومة الصهيونية والتطبيع.

من جهاتها أوضحت الأستاذة هبة زكريا أن ورشة الشابات تهدف إلى استنهاض الشابات وتحفيزهم للعمل من أجل قضية فلسطين بشكل منهجي في إطار مشاريع ونشاطات أو مؤسسات مستقبلية كما تدعم التواصل بينهم.


 

وناقش الحاضرون في الورشة واقع القضية ودور الشابات في تثبيتها مقترحين تطوير هذا الدور كما قدمت المشاركات لمحة عن واقع القضية في بلدانهن في مجالات مختلفة كالمتابعة الاعلامية والتفاعل على منصات التواصل الاجتماعي والتنظيم والمشاركة في العمل الجماهيري والعمل الخيري والدور السياسي والمعرفي والأكاديمي مبينة في كل مرة نقاط الضعف والقوة لكل منها مع تبيين الفرص والتحديات التي تواجهها الشابات في هذه الميادين.

وتم إطلاق نواة لمشروع برلمانيات عاملات للقضية إسلامية وعربية تحت مظلة ائتلاف المرأة لنصرة القدس وفلسطين من خلال ورشة البرلمانيات التي كانت تعمل على ابراز دور البرلمانيات في نصرة القضية الفلسطينية واليات التفعيل.  كما تم الاتفاق على إطلاق حملة دولية منبثقة من المؤتمر لإطلاق سراح الأسيرة إسراء الجعابيص والبدء بإعداد الورقة القانونية حسب اللوائح والاتفاقيات الدولية لكل بلد.

 

وفي ختام المؤتمر أكدت الأستاذة رباب عوض أمين ائتلاف المرأة العالمي لنصرة القدس وفلسطين ورئيس لجنة التحضير للمؤتمر على أن المؤتمر مثل نصرا حقيقيا للقدس وفلسطين وأن شعاره قد تحقق معبرة عن فرحتها بهذا الجمع الكبير الذي التقى على حب فلسطين.

وقدمت عوض الشكر لكل من عمل على انجاز المؤتمر من أجل دعم القضية الفلسطينية وقد اجتمع العاملون من مختلف الدول الشريكة للائتلاف من أجل انجاح المؤتمر.

من جانبها أكدت وزيرة الصناعات الزراعية والسلع المالية الدكتورة زريدة قمر الدين أنه من المهم جدا أن يجتمع كل هذا العدد من الشخصيات النسائية القيادية والوزراء من أجل دعم الائتلاف إضافة إلى دعم القضية الفلسطينية عامة. ودعت قمر الدين إلى تجميع ملايين النساء من أجل الانضمام للائتلاف وتوحيد القوى على حد تعبيرها.

من جانبها أوضحت السيدة عزيزة مشاهرة وهي أم لأسيرين أن أبنائها الأسرى لم يمنعهم أسرهم من كتابة كتاب عن الحياة في السجن وأن أوقاتهم مشغولة بحفظ القران وتعليمه ودراسة التاريخ والسياسية.

وتم تقديم المشاريع الفائزة في فسيلة وهي لكل من دولتي إندونيسيا بمشروعها شباب في خدمة فلسطين ودولة البحرين بمشروعها منصة فلسطين التطوعية والجائزة الثانية تحصلت عليها كل من دولة لبنان بمشروعها مسرحية حكيمان والأصدقاء في القدس ودولة قطر بمشروعها "قهوة النصر".

وختم المؤتمر أعماله بتوصيات عديدة على رأسها ضرورة تأسيس عمل عالمي للشابات لتنظيم جهودهن عملاً ونصرةً للقدس وفلسطين على كافة المستويات الاعلامية والمعرفية والجماهيرية

وتبنّي مبادرة تأسيس رابطة نساء ضد التطبيع إضافة إلى تشكيل نواة عمل للبرلمانيات ضمن ائتلاف المرأة العالمي والتشبيك مع برلمانيون من أجل القدس إضافة إلى إطلاق حملة عالمية دعماً لإسراء الجعابيص حتى تنال حريتها.

كما تم التوافق على ضرورة البدء بتشكيل عمل مؤسسي جامع بين المؤسسات التركية. والإجماع على تأسيس ائتلاف العالمات والداعيات العالمي لنصرة القدس وفلسطين. والتعهد بالترجمة للسيرة الذاتية الفردية المرتبطة بفلسطين لكل عالمة وداعية بهدف إيجاد قدوات لنساء الأمة.

وعرضت بعض الدول في ختام المؤتمر بعض من تراثها التقليدي وبعض من الفلكلور الشعبي على غرار عرض أزياء لدول المشاركة وتقديم ملابس تقليدية لكل قطر ضمن فقرة مسرح وهوية.

أترك تعليق: